وصف الجنة
دار أعدها الله لعباده الصالحين
لهم فيها ما تشتهي أنفسهم ولهم فيها ما يدعون
فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون
فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
أبوابها ثمانية
فمن أنفق زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة
يا عبد الله هذا خير ومن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة
ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهادومن كان من أهل الصدقة دعي من أبواب الصدقة
ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريانومن كان من أهل هذه الخصال كلها دعي من أبوابها كلها
بناؤها لبنة من ذهب
ولبنة من فضلة بلاطها المسك
وحصباها اللؤلؤ والياقوت
وترابها الزعفران فيها غرف من حسنها يرى ظاهرها من باطنها
وباطنها من ظاهرها للمؤمن فيه خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا فيها أنهار من ماء غير آس
وأنهار من لبن لم يتغير طعمه
وأنهار من خمر لذة للشاربين
وأنهار من عسل مصفى
ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم فيها من كل فاكهة زوجان فيها فاكهة ونخل ورمان
ولا تظنوا أن هذه مثل ما في الدنيا
فإنه لا يعلم حقيقتها وحسنها ولذتهاإلا
من أدركها
الإسم هو الإسم
ولكن
المسمى هو المسمى
دانية
أي ثمرتها دانية لمن أرادها يتناولها المؤمن بكل سهولة
يتناولها قائماً وقاعدا كلما أخذ منها شيئاً خلفه آخر في الحال
لا مقطوعة ولا ممنوعة
يدعون فيها بكل فاكهة يدعون فيها بكل فاكهة فتحضر لهم
يدعون فيها بكل فاكهة آمنين
آمنين من الموت آمنين من الهرم
آمنين من المرض
آمنين من انقطاع تلك الفاكهة أو نقصها
آمنين من كل خوف فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
حور عين
كأمثال اللؤلؤ المكنون
قاصرات الطرف مفتورات في الخيام
قاصرات الطرف فلا ينظرن إلى غير أزواجهن
ولا يتطلع أزواجهن إلى غيرهن أنشأهن الله إنشاءً فجعلهن أبكارا
كلما جامعها زوجها عادت بكراً في الحال عروباً
والعروب جمع عروب والعروب هي المتوددة إلى زوجها
أفراداً أي على سن واحدة ليست إحداهن بأكبر من الأخرى
لم يطمسهن إنس قبلهن ولا جان
هم وأزواجهم في ضلال على الأرائك متكئون
لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون
سلام قولاً من رب رحيم
يطوف عليهم غلمان
لهم كأنهملؤلؤ مكنون
بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يقدمون عنها ولا ينزفون
إنها دار مطهرة
إنها دار مطهرة من كل خبث وقذر فلا غائط فيها ولا بول ولا مخاط ولا نتن
وإنما يخرج الطعام والشراب غشاءً ورشحاً من جلودهم كريح المسك
يجمع الله فيها الأولاد إلى آباءهم
وإن كان الأولاد أقل منزلة في الجنة ليتم بذلك نعيمهم
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)
(الطور:21)
قد لقاهم الله تعالى نظرة في وجوههم وأبدانهم
وسروراً في قلوبهم
فجمع الله لهم بين نعيم الظاهر والباطن
نعيم البدن ونعيم القلب
ينادي منادي إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا ابدا
وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا
وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا
سكانها الذين أنعم الله عليهم من
النبين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقا لا يسمعون فيها
[لغواً ولا تأثيماً
إلا قيلاً سلاما سلاما